مقدمة البحث حول بر الوالدين
- إن وجود الوالدين في حياتنا يعد نعمة عظيمة لا تقدر بثمن، يجب علينا شكر الله عليها في كل الأوقات. ويكون تقدير هذه النعمة واضحاً فقط لمن فقدها، حيث يشعر بفقدان الحب والحنان والدعم والاهتمام وغيرها من المعاني الجميلة.
- قدّم الأب والأم لنا عطاءً عظيماً منذ الطفولة حتى الكبر، وهذه الأمور لا يمكن تقديرها بالمال.
- لقد ضحيا بكل شيء من أجل راحتنا وسعادتنا، وأقل ما نستطيع تقديمه لهما هو حسن المعاملة والبر بهما.
- وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالبر بالوالدين وطاعتهما واحترامهما، وسنحاسب على ما نقدم لهم من معاملة، فإذا كانت حسنة فهي ثواب وغفران، وإذا كانت خلاف ذلك فهي عقاب من الله.
- إن بر الوالدين والدعاء منهما يمنحنا البركة والرزق والسعادة في حياتنا.
- فبفضل رضاهما، يُحرم علينا الكثير من المشاق والمصاعب.
أهمية وجود الأب والأم في حياتنا
في هذا البحث حول بر الوالدين، سنسلط الضوء على دور كل من الأم والأب في حياتنا، وكيف يمكن لحياتنا أن تفقد معناها بدونهما:
- لا تقتصر أهمية وجود الأم والأب في مرحلة الصغر، بل تمتد لتشمل مختلف مراحل الحياة، فبدونهما لن نستطيع القيام بأمور كثيرة، ولن تكون حياتنا ذات معنى حقيقي.
- الأب هو الذي يبذل جهده طوال النهار لجمع المال الذي يخصصه لنا حتى نتعلم ونحظى بأفضل الملابس.
- كما يساعدنا على تحقيق أهدافنا ويحولنا إلى أفراد ذوي قيمة ومهارات نستطيع من خلالها كسب المال.
- لذا يقال “أنت ومالك لأبيك”، لأن الأب هو المسؤول عن تأمين أسباب التعليم والثقافة، وقدّم لك جهداً ووقتاً طويلاً في سبيل ذلك.
- وفي نفس الوقت، تسهر الأم على راحتنا وتوفير كل ما نحتاجه، وقد تضحي بمتطلباتها في سبيل راحتنا، لذا فإن شكرها لا يكفي بجميع الأحوال.
- ولو تحدثنا عن الحب، فإن كلامنا لن يفي حق الأم والأب؛ فالأم حملتك في بطنها تسعة أشهر وتحملت الكثير من الصعاب.
- ثم اعتنت بك وعلمتك وأسندتك بكل حب وحنان، مما لا يستطيع غيرها من الأشخاص تقديمه لك، فهي حقاً مثال للعطاء.
- علاوة على ذلك، هي التي تحضر لك الطعام الذي ترغب به وتعتني بنظافة المنزل وتخصيص وقت لإسعادك حتى في أصعب الظروف.
فضل وأثر بر الوالدين في حياة الإنسان
- يظل أثر الوالدين موجوداً في حياة الأبناء حتى بعد كبرهما، حيث إذا أحسن أحد الأبناء تصرفاته، فيُقال له “لقد أحسن أبواك تربيتك”.
- إذا كانت تربية الوالدين جيدة، فإن الأبناء يثمرون فخر المجتمع.
- أما إذا كانت التربية غير صالحة، فقد ينشأ الأبناء على الصفات السيئة، مما يعود بالضرر على المجتمع.
- غالباً ما نجد هؤلاء الأفراد لا يعيشون حياة سوية، وغالباً ما يفشلون في تحقيق أي شيء.
- إن بر الوالدين يُعزز من نجاح الشخص في حياته؛ إذ نجد الأشخاص الذين يحسنون إلى والديهم دائماً يحظون بسمعة طيبة بين الناس ويكون الله راضياً عنهم.
- وفي نهاية المطاف، أوصانا الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين، فكما ندين لهم بالإحسان، سينعكس ذلك على أبنائنا.
- إن ما تقدمه لوالديك سيعود إليك، إن كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشر.
- لذا يجب علينا أن نخش الله في والدينا، وأن نكرمهم كما أكرمونا في صغرنا.
أثر الوالدين في حياتنا
- للوالدين دور جسيم في حياتنا، حيث جعل الله سبحانه وتعالى رضاهما بعد رضاه سبحانه وتعالى.
- فوجودهما يجلب البركة والفرج في حياتنا، ومكان الجنة تحت أقدام الأمهات.
- كل فعل حسن تقدمه تجاه والديك سيرجع إليك بأضعاف من الخير والسعادة، وهذا ما أكده الله تبارك وتعالى في العديد من الآيات.
- الأب والأم هما أساس الأسرة، ولا يكتمل البيت إلا بوجودهما، لذا يجب علينا أن نقدر حبهما ووجودهما قبل أن يكون الأوان قد فات.
استشهادات من القرآن والسنة حول بر الوالدين
توجد العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبرز أهمية البر بالوالدين وإحسان معاملتهما، وسنذكرها بالتفصيل.
من القرآن الكريم
- قال الله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كليهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً).
- وقال سبحانه: (أشكر لي ولوالديك إلى المصير).
- قال تعالى: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).
- وقال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).
- كما ورد في قوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما واحبسهما في الدنيا معروفا).
- قال سبحانه: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً، حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً، وحمله وفصاله ثلاثون شهراً، حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين).
من السنة النبوية
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهم).
- روى قصة الثلاثة نفر الذين انطبقت عليهم صخرة في الغار، حيث دعا أحدهم بعمله الصالح، فقال:
- اللهم إنه كان لي ولدان شيخان كبيران، وامرأتي، ولي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرحت عليهم، حلبت.
- فبدأت بوالدي، فسقيتهما قبل بني، وحدثت قصة ليلة لم أتمكن فيها من حلبهما.
- فكنت قلقاً، ولكن بدأت أقدّم لهما ذلك، حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجة، نرى منها السماء، ففرج الله فرجة.
خاتمة البحث حول بر الوالدين
في ختام هذا المقال، تم تسليط الضوء على بر الوالدين وما يمثلانه من نعمة عظيمة أنعم الله بها علينا. يجب علينا أن نبرهما ونحسن إليهما قدر استطاعتنا، لننعم بحياة مليئة بالبركة والخير.